بسم الله الرحمن الرحيم ( الرضا ) قال الشيخ خليفة فى المسجد : أن مساء اليوم سوف يأتى كبار مشايخ طنطا لإلقاء درسًا منه نتعلم ونستفيد كما حدث فى الإسبوع الماضى. فسمعت هذا الخبر وذهبت مسرعًا الى أبى ليأتى معى فذهبنا واتخذنا موضعنا فى الجلوس. فبدأ حديثه بقول : الرضا هو درسنا فى هذا الإسبوع ايها المستمعون وسأحكى لكم قصة كما تعودنا مستمره معنا حتى اليوم لتستفيدو منها فى حياتكم وحتى لا تخرجو عن منهج الله سبحانه وتعالى : كان هناك أخوان كلًا منهما مختلفًا عن الآخر، فأحدهما يسمى على يهتم بنفسه ويهمه مصلحته اولًا تمتلكه الأنانية متزوج من امرأة جميلة حسُن فيها الأخلاق والتربية تسمى أمل عندهما اربعة ابناء والآخر يسمى عثمان لا يعرف معنى الأنانية وحب النفس يمتلكه الإثار يهتم بالآخرين ولا يهتم بنفسه ويعد نفسه للزواج من فتاة تسمى نور غليظة الطبع هدفها من الحياة كثرة مالها وأن تكون غنية. وكان الدكتور حسن هو والد هذان الأخوان وكان يمتلك مستشفى يعالج فيها المرضى بأبخس الأثمان فكتب وصيته قبل أن يموت وقال فيها
يا على ياعثمان ليس لكما أحد بعدى اعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا انا سوف اترك لكم المستشفى فى أيديكم وأمانتكم فلتحافظا عليها). فعندما توفى ورثوا كلًا من على وابناؤه وزوجته وعثمان ونور المستشفى الذى كان ومازال يعالج فيها المرضى بالأثمان الزهيدة. فقال على لأخيه : ما رأيك فى بيع هذه المستشفى. فقال عثمان مندهشًا : ماذا تقول. فقال على : بيع المستشفى واخذ المال الناتج عن بيعها. فقال عثمان : إن ابانا قد اوصا علينا بعدم بيعها. فقال على : إن ابانا قد اوصا علينا بأن نحافظ عليها ولم يقل لنا أن نبيعها ام لا. فقال عثمان : ولماذا تبيعها هل انت محتاج لهذا المال. فقال على : نعم حتى أرى ما فى الدنيا من مناظر خلابة واذهب هنا وهناك وأسافر البلاد واءكل الفاكه واللحم و.... فقال عثمان وكله قلق وحيرة بصوت رفيع ورقيق : موافق. فقال على له : احسنت الإختيار. فباعوا هذه المستشفى وورثوا مالًًا كثيرًا ولكنهم ارتكبوا جريمة سينالون عليها جزاءًا عسيرا. فقال الشيخ : هل احدٌ منكم عرف هذه الجريمة؟ قال احد الجالسون: هل الجريمة أنهم باعوا المستشفى التى يعالج فيها المرضى بأبخس الأثمان وهى تعتبر موجه لالله كمستشفى خيرية من أجل اخذ المال وكثرته من غير داع. فقال الشيخ : نعم هذا هو ما قصدته. سأستكمل كلامى : وعندما باعوها شعر عثمان بالندم الشديد على ما فعله. فإقتسمان المبلغ وذهب كلًا منهما إلى بيته. فعلى قال فى نفسهِ : لماذا نقتسمان المبلغ فأنا عندى أولاد وزوجة فيجب أن اءخذ المال كله فذهب إلى امل يقول لها ما فكر فيه. فقالت له : لا تفعل هذا إنه أخوك وأنتم إقتسمتم المال بالنصف بما يرضيك ويرضيه فلماذا تذهب وتأخذ ماله؟! فلم يطيعها وذهب ليأخذ المال كله. وعثمان كان ايضًا يفكر فى هذا الامر فكان يقول : أنا لا اريد هذا المال إنه ليس من حقى وحتى استريح ايضًا من تأنيس الضمير هذا انا سوف اعطي المال لأخى. ثم ذهب الى نور وقال لها ما فكر فيه. فقالت له : لا تفعل هذا انت تحتاج الى هذا المال، فضعف عثمان وتحير. وقال فى نفسه : ماذا سأفعل. ومن كثرة طمع نور فى المال شجعته فى اخذ المال كله وهو يقاومها حتى وصلت الى درجة انها توسوس فى اذنيه حتى اطاعها وذهب ليأخذ المال كله وهو لا يعرف ماذا يقوم بفعهِ. فتصادف أن يتقابلا امام بحيرة فحدث شجار بينهم بعدما كلًا منهما تحدث عن نفسه وحقه فى المال فأدى هذا الشجار الى سقوط المال كله فى البحيرة فمن كثرة طمع على اسقط نفسه ليأخذ المال كله فغرق مع المال. ثم ذهب عثمان مسرعًا يقول لنور ما حدث فقالت له وهى تضحك وتدمع فى انٍ واحد : المال سقط؟! فقال لها : نعم فحدث لها نوعًا من أنواع الجنون لفقدان المال. فقال الشيخ : هذا هو الجزاء العسير. وختم كلامه بقول : ارضا ايها المؤمن بما كتبه الله عليك ولا تطمع فى رزق أخيك أيًًا كان أخوك فى المنزل أو أخوك فى الإسلام ولا تفعل شيئًا دون أن تفكر فيه جيدًا وترجع فيه الى الله سبحانه وتعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعندما خرجنا وذهبنا الى المنزل قلت لأبى : يا أبى انا لم أفهم هذا الجزاء العسير. فقال الأب : الجزاء العسير كان لكل فردٍ منهما يا بنى فجزاء امل أن تحرم من زوجها وابناؤها ايضًا نتيجة عدم اصرارها مع زوجها على أن المال الذى ذهب ليأخذه ليس ماله ولا من حقه. ونور يحدث لها نوعًا من أنواع الجنون نتيجة عدم رضاها بما هى فيه ونتيجة طمعها. وعلى يموت ويخسر زوجته الجميلة واولاده الأبرياء نتيجة عدم شكر ربه وحمده على ما هو فيه. وعثمان كان جزاءه عظيمًا وهو أن يحرم من أخيه وحبيبته وماله نتيجة تنفيز ما يقال له دون الرجوع الى ربهِ. وكل ما حدث لهم هذا نتيجة لبيع المستشفى. افهمت يا بني. فقلت له : نعم يا أبى. وعندما خلدت الى نومى قررت أن احمِد ربى على كل حال اعداد وتأليف : عمر ابراهيم محمد رزق مدرسة : الشهيد على عفت الصف : السادس اهداء الى : شعب مصر ( ليستفيدوا من هذه القصة )